محمود أبو العزم.. الطبيب الإنسان الذي حمل راية والده في خدمة المرضى
لم يكن الطب مجرد مهنة بالنسبة للدكتور محمود سليمان أبو العزم، بل كان رسالة إنسانية وحلمًا حمله منذ الصغر، متأثرًا بوالده الذي كان أحد المحاربين في حرب أكتوبر، واستمر بعد الحرب في تقديم الخدمات الطبية لأهل قريته، من خلال إعطاء الحقن والتغيير على الجروح ومساعدة غير القادرين.
ولد الدكتور محمود في قرية العلماء كفر كلا الباب، مركز السنطة بمحافظة الغربية، وهي قرية اشتهرت بتخريج العلماء والمتميزين في مختلف المجالات. نشأ محمود وسط بيئة تقدر العلم والخدمة المجتمعية، وكان والده دائمًا يوصيه بخدمة أهل قريته والفقراء، وهو ما ترسخ في قلبه وجعله يرى في كل مريض بالغ صورة والده، وفي كل طفل مريض صورة ابنه الصغير.
درس محمود الطب في جامعة طنطا، وتخرج عام 2009، ثم واصل تعليمه حتى حصل على ماجستير طب الأطفال عام 2022. خلال سنوات دراسته وعمله، تنقل بين عدة مستشفيات حكومية، مثل مستشفى السنطة العام، مستشفى سيوة، ومستشفى تأمين مدينة نصر، حيث اكتسب خبرة واسعة في التعامل مع الحالات الحرجة، خاصة في تخصص الأطفال المبتسرين، الذي أصبح شغفه الأكبر.
ورغم عمله في عدة أماكن، لم ينس قريته، بل ظل يحلم بإنشاء مستشفى متكامل في كفر كلا الباب، يعيد إليها لقب “قرية العلماء”، ويضمن لأهلها خدمة طبية متقدمة دون الحاجة للسفر إلى المدن الكبرى. يؤمن الدكتور محمود أن الطب ليس مجرد علاج، بل رسالة إنسانية، ولهذا يواصل عمله بحب وإخلاص، واضعًا راية والده فوق كتفيه، ومستكملًا مشواره في خدمة الناس.