أيمن سيد عويس.. شاب مصري يُحوّل الحرفة إلى قصة نجاح ملهمة في العالم الرقمي
في زحام الحياة اليومية وتحدياتها، تظهر قصص لافتة تستحق أن تُروى، ومن بين تلك القصص تبرز قصة الشاب المصري أيمن سيد عويس، الذي جسّد نموذجًا مشرفًا للشاب الطموح والمكافح، حيث استطاع أن يبدأ من الصفر ويصنع لنفسه مكانة متميزة في عالم إصلاح وصناعة الأحذية، وينتقل بعدها إلى آفاق جديدة في عالم التكنولوجيا والتسويق الرقمي.
ولد أيمن ونشأ في بيئة بسيطة، لكنه امتلك منذ صغره رغبة قوية في التعلم والتميز. بدأ مشواره في مجال إصلاح وصناعة الأحذية والشنط في سن مبكرة، واكتسب عبر السنوات مهارات وخبرات نادرة في هذه الحرفة الأصيلة التي بدأت تتلاشى من حياة الكثيرين. ومع المثابرة والاجتهاد، أصبح اليوم أحد الكفاءات المتميزة في هذا المجال، ويعمل حاليًا ضمن مجموعة محلات “دكتور شو”، وهي واحدة من كبرى سلاسل محلات إصلاح الأحذية في مصر، الأمر الذي يعكس مدى كفاءته وثقة السوق به.
لكن طموح أيمن لم يتوقف عند حدود الحرفة. فمنذ أكثر من 11 عامًا، بدأ رحلته على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أسس صفحة شخصية حملت اسمه وبدأ في عرض مهاراته وتجاربه اليومية فيها. وعلى الرغم من بساطة المحتوى في البداية، إلا أن أيمن أصر على تطوير صفحته بشكل مستمر، حتى أصبحت اليوم صفحة كبيرة وموثقة يتابعها الآلاف، وتحوّلت إلى منصة هامة يتفاعل معها الجمهور ويستفيد من محتواها.
هذا التواجد الرقمي لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج سعي مستمر من أيمن لتطوير نفسه، حيث التحق بالعديد من الدورات التدريبية في مجالات التسويق الرقمي والماركتنج، ليتمكن من فهم السوق بشكل أعمق ويستخدم أدوات العصر في إيصال فنه وحرفته إلى جمهور أوسع.
ولأن النجاح لا يتوقف، فإن أيمن يعمل حاليًا على مشروع هو الأول من نوعه في مصر، يتمثل في إنشاء تطبيق رقمي يجمع كافة الحرفيين ورواد الأعمال الفنية في مصر. يهدف هذا التطبيق إلى توفير منصة إلكترونية تتيح للمستخدمين الوصول بسهولة إلى مختلف أنواع الحرف والخدمات اليدوية، بداية من إصلاح الأحذية والحقائب، مرورًا بالأعمال الخشبية، والتطريز، وحتى الفنون اليدوية المختلفة. كما يسعى أيمن من خلال هذا المشروع إلى دعم أصحاب المهن والحرف وتوفير فرص عمل وتسويق حقيقي لمواهبهم.
أيمن سيد عويس ليس مجرد شاب حرفي، بل هو رمز لجيل جديد من الشباب الذين يمزجون بين الحرفة والتكنولوجيا، ويخلقون لأنفسهم فرصًا من قلب التحديات. قصته تثبت أن النجاح لا يعرف مستحيلًا، وأن الإصرار والتطور المستمر هما الطريق الحقيقي للتميّز في هذا العصر.