مقالات

سحر التميمي الدغلي المحاميه بالنقض تطبيق القانون بين العدل والرحمة

سحر التميمي الدغلي المحاميه بالنقض تطبيق القانون بين العدل والرحمة

 

القانون وُضع لتحقيق العدل وحماية حقوق الأفراد، وهو أساس استقرار المجتمعات وتنظيم العلاقات بين الناس. لكن تطبيق القانون بشكل جامد، دون مراعاة الظروف الإنسانية، قد يحوّل العدل إلى قسوة، ويُفقد القانون روحه الحقيقية.

 

فالعدل لا يعني الصرامة المطلقة، بل يعني إعطاء كل ذي حق حقه مع النظر في الملابسات المحيطة بكل حالة. وهنا تظهر أهمية الرحمة في تطبيق القانون، لأنها توازن بين النص القانوني والواقع الإنساني. فالقاضي العادل هو من يطبق القانون بحكمة، لا بعنف، وبضمير حيّ لا يكتفي بحرفية النص.

 

ومراعاة الرحمة لا تعني التهاون أو إهدار هيبة القانون، بل تعني تحقيق غايته السامية في الإصلاح قبل العقاب، والردع دون ظلم. فالقانون بلا رحمة قد يظلم، والرحمة بلا قانون قد تفسد، أما الجمع بينهما فهو الطريق إلى العدالة الحقيقية مراعاة الرحمة في تطبيق القانون تعني فهم الظروف، وتقدير النية، وإعطاء الفرصة للإصلاح قبل العقاب. فكم من خطأ كان سببه الحاجة أو الجهل، وليس سوء القصد. وهنا تظهر حكمة من يطبق القانون بقلب واعٍ وعقل عادل.

 

وفي النهاية، يبقى القانون القوي هو الذي يحقق التوازن بين الحزم والإنسانية، لأن مجتمعًا بلا قانون يضيع، ومجتمعًا بلا رحمة يقسو على نفسه قبل أن يقسو على غيره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى