اقتصاد

أين اختفت سجاير الغلابة؟ .. السوق شاحح والأرفف خالية والعلبة تصل 60 جنيهًا – الإخبارية 24

لا يجب عليك أن تكون مدخنًا حتى تلحظ، أن أصناف «كليوباترا» و«بوكس» وأمثالها من السجائر الشعبية قد اختفت من أرفف الأكشاك ومحال البقالة، في وقتٍ سجلت فيه العبوة قفزة سعرية كبيرة وصلت إلى 60 جنيهًا بدلاً من 40 أو 50 جنيهًا فقط، دون أي إعلان رسمي عن زيادات أو تبريرات من الجهة المنتجة.

ورغم تكرار شكاوى التجار والمواطنين من نقص المعروض، لم تصدر الشركة الشرقية للدخان أي بيان يوضح أسباب الأزمة، ما أثار موجة من التساؤلات حول ما يحدث خلف الكواليس، خاصة في ظل استمرار تداول السجائر بأسعار تفوق السعر الرسمي بـ10 إلى 15 جنيهًا.

شح مفاجئ واتهامات بالتعطيش

عدة مصادر من داخل السوق أشارت إلى أن الشركة خفضت كميات التوزيع المرسلة إلى التجار خلال الأيام الماضية، دون إنذار أو تفسير واضح، مما خلق حالة من “التعطيش” دفعت الأسعار إلى الارتفاع بشكل جنوني، وفي ظل غياب الرقابة على التسعير، أصبح المواطن هو الحلقة الأضعف في معادلة تزداد غموضًا وتعقيدًا.

السجائر التي كانت تُعرف بأنها «ملاذ الغلابة»، أصبحت تُباع بأسعار لا تختلف كثيرًا عن الأنواع الأجنبية، التي أعلنت بالفعل عن زياداتها بداية يوليو الجاري.

مصريون يدخنون السجائر

زيادات رسمية تلوح في الأفق

الأسواق الآن تترقب إعلانًا وشيكًا من شركة الشرقية للدخان برفع الأسعار رسميًا، خاصة بعد صدور التعديلات الضريبية الجديدة على شرائح السجائر في الجريدة الرسمية، ما يعطي الشركة الضوء الأخضر لتحريك الأسعار وفقًا للتكلفة والعبء الضريبي.

وتشير التوقعات إلى أن الزيادة المرتقبة قد تصل إلى 3 أو 5 جنيهات إضافية على العبوة الواحدة، مما يعني أن السعر الرسمي لعلبة السجائر الشعبية سيقترب من 52 جنيهًا، بينما السعر الفعلي في السوق قد يواصل التحليق نحو الستين وما فوق.

الشركات الأجنبية سبقت بالتحريك

بالمقابل، كانت شركات أجنبية عاملة في السوق المصري قد سبقت في رفع أسعار منتجاتها، حيث وصلت أسعار مارلبورو إلى 97 جنيهًا، وميريت إلى 105 جنيهات، بينما تراوحت أسعار الأنواع الأرخص مثل L&M ما بين 76 إلى 79 جنيهًا.

هذه الشركات أوضحت أن الأسعار الجديدة مدونة على العبوات عبر رمز الاستجابة السريعة (QR Code)، كنوع من الشفافية ومنع التلاعب، في خطوة تنفذها منذ عام 2022.

المستهلك يدفع الثمن.. من دون إجابة

مع اشتداد الأزمة، يظل المشهد يكتنفه الغموض حول أسباب اختفاء السجائر الشعبية، وسط أسئلة مشروعة يطرحها المواطنون في الشارع: هل هناك من يتعمد تخزين المنتجات؟ ومن المستفيد من الفوضى السعرية؟ وإذا كانت الزيادة الرسمية لم تعلن بعد، فهل ما يحدث مجرد تمهيد لها؟  .. الإجابة ما زالت غائبة.. بينما العبوة ترتفع، والغلابة يدفعون من قوتهم، لسجائر تذهب عنهم منغصات الحياة وأيامها الثقال.

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى