
كيف لشاب خريج “آداب جغرافيا” أن يُدرّس رياضيات؟ وماذا عن قصة الامتحان المُسرّب؟
الإسكندرية – محرم بك
في أحد أشهر مراكز الدروس بمنطقة محطة مصر بالإسكندرية، يسطع اسم شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، يدرّس مادة الرياضيات لعدد كبير من الطلبة، رغم أنه – بحسب الأوراق الرسمية – خريج كلية الآداب قسم جغرافيا، شعبة مساحة!
القصة ليست عن شاب متفوق فقط، بل عن جدل مستمر بين منبهرين بطريقة شرحه، وبين مشككين في مؤهلاته. فكيف يمكن لخريج “آداب جغرافيا” أن يدرّس مادة رياضيات بهذا الانتشار؟ وهل هناك ما يدعم كفاءته في هذا المجال؟
البعض يرد بأن شعبة “المساحة” تعطي خريجها خلفية رياضية قوية، خصوصًا في حسابات القياس والهندسة، مما يفتح له المجال لفهم وتدريس المفاهيم المرتبطة بالرياضيات التطبيقية. لكن هذا الرد لا يبدو كافيًا للبعض ممن يرون أن الأمر بحاجة لتخصص أكاديمي دقيق وليس مجرد اجتهاد شخصي.
المدهش أن هذا المدرس الشاب – المعروف بين طلابه باسم “كريم مرتضى” – نجح في تحقيق قاعدة جماهيرية ضخمة من الطلبة، ووصل إلى درجة أن بعضهم يؤكد أن مراجعاته الأخيرة تضمنت أغلب أسئلة الامتحان “بالحرف تقريبًا”، وهو ما فتح باب إشاعات أخطر، منها أن الامتحان نفسه كان بحوزته قبلها بساعات!
لكن، ورغم الجدل، لم يظهر حتى الآن دليل ملموس على صحة تلك الادعاءات. لا بل إن البعض من المعلمين زملائه انقسموا بين من يرى في ذلك تميّزًا يستحق الإشادة، وبين من يعتبره “لعبًا على الحبل”.
المفارقة أن الطلاب أنفسهم – وهم محور العملية التعليمية – يقولون بصوت واحد: “بنفهم منه كويس جدًا، أكتر من أي مدرس تاني!”
وهنا يكمن السؤال الحقيقي: هل يجب أن يكون المعلم حاصلًا على شهادة مطابقة للمادة ليُقبل في المجتمع، حتى وإن أثبت كفاءة لا تُنكر؟
وهل كل من تفوق واتسعت شهرته في سن صغير صار محل شك تلقائي؟
وما الذي يجعل البعض يختزل الإنجاز في “شبهة تسريب”، بينما لا توجد أي أدلة رسمية على ذلك؟
قصة كريم مرتضى ليست مجرد حكاية مدرس خصوصي، بل مرآة لواقع التعليم غير الرسمي، الذي صار أكثر تأثيرًا من المدرسة نفسها، وأكثر إثارة للجدل من الامتحانات ذاتها.
—