صحة

نتائج مفاجئة.. كورونا قد يعالج السرطان


كشفت دراسة نتائج مفاجئة قد تُغير من طرق علاج السرطان عبر استجابة مناعية تم تحفيزها بنموذج حيواني حاكى تأثيرات فيروس كوفيد-19 الشديدة.

الدراسة أظهرت أن الآلية المناعية التي تم تفعيلها لدى الفئران بعد إعطائها أدوية تحاكي عدوى كوفيد-19 الشديدة كانت لها آثار جانبية إيجابية تتمثل في مكافحة السرطان، مما أدى إلى انكماش أربعة أنواع من الأورام.

وتمثل فكرة استخدام جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية أحد أبرز التطورات في علم الأورام خلال العقود الماضية. وعلى الرغم من نجاح العلاجات المناعية الحالية في العديد من الحالات، إلا أن بعض أنواع السرطان تظل مقاومة للعلاج، ما يستدعي البحث المستمر عن طرق جديدة. وقد يفتح هذا الاكتشاف الأخير في الفئران طريقًا جديدًا في العلاج.

وأشار البروفيسور جاستن ستبينغ، المتخصص في العلوم الطبية الحيوية في جامعة أنغليا روسكين، إلى أن البحث ركز على نوع من خلايا الدم البيضاء تُدعى “الوحيدات”، التي تلعب دورًا حيويًا في الدفاع عن الجسم ضد العدوى. لكن في بعض الحالات، قد تتعاون هذه الخلايا مع الأورام وتحولها إلى خلايا تدعم نمو السرطان وتحميه من الجهاز المناعي.

ومع ذلك، اكتشف الباحثون أن بعض الوحيدات، تحت ظروف معينة، يمكن أن تتحول إلى خلايا قاتلة للسرطان. وكان من بين هذه الظروف وجود عدوى حادة بفيروس SARS-CoV-2، المسبب لكوفيد-19، حيث لاحظ الباحثون أن بعض المرضى المصابين بالسرطان الذين أصيبوا أيضًا بكوفيد-19 الشديد شهدوا انخفاضًا في حجم الأورام.

تتميز هذه الوحيدات بوجود مستقبلات على سطحها ترتبط بشكل مثالي مع تسلسل محدد من الحمض النووي الريبي في فيروس كوفيد-19، وهو ما يعد عاملًا أساسيًا في محاربة الأورام. وأوضح الدكتور أنكيت بهارات، أحد مؤلفي الدراسة، أن هذه الوحيدات تتفاعل مع الفيروس بشكل متقن، ما يعزز من قدرتها على مكافحة السرطان.

ومع أن الباحثين يوصون بعدم محاولة الإصابة بكوفيد-19 بشكل مقصود، إلا أنهم يقترحون إمكانية تحفيز هذه الخلايا باستخدام أدوية بدلاً من التعرض للفيروس. وقد أظهرت التجارب التي أجريت على فئران مصابة بأربعة أنواع من السرطان في مراحل متقدمة، مثل سرطان الرئة، والقولون، والثدي، والميلانوما، أن استخدام أدوية تحفز الجهاز المناعي تسبب في انكماش الأورام بشكل ملحوظ.

وبالرغم من أن هذه النتائج لا تزال مقتصرة على الفئران وتحتاج إلى اختبار سريري على البشر، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن بعض الأدوية المشابهة التي تحفز جهاز المناعة قد تم الموافقة عليها للاستخدام البشري بالفعل. ويؤكدون أن هذه النتائج قد تفتح آفاقًا علاجية جديدة لمرضى السرطان الذين لا تستجيب أورامهم للعلاج المناعي التقليدي.

وفي حين أن كوفيد-19 يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا، إلا أن القدرة على الاستفادة من بعض تأثيراته المناعية دون التعرض للعدوى قد تحمل خبرًا سارًا لملايين المرضى في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى